الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية شعب مقبل على الحياة ورافض للارهاب: مـلحـمــة أهـالــي بنقردان تشعّ بتونس فـــي الـــعـالـــم

نشر في  16 مارس 2016  (13:56)

 اهتزت تونس بحر الأسبوع الماضي على وقع هجوم إرهابي غير مسبوق في مدينة بن قردان استهدف قواتنا الأمنية والعسكرية والمواطنين طمعا ـ فاشلا ـ في إضعاف الدولة وإسقاطها وبث الرعب في صفوف التونسيين..
غير أنّ الملحمة التاريخية التي رسمتها شجاعة أبطالنا العسكريين والأمنيين وكذلك الروح الوطنية العالية التي عكسها أهالي بن قردان الذين استبسلوا في الذود عن هذا الوطن وفدائه بالغالي والنفيس حماية لحرمته وسيادته ولو كلّف ذلك النفس والجسد.. وكما قال والد الشهيدة الطفلة سارة الموثق «وطني قبل بطني وبلادي قبل أولادي»..

لقد ساهمت رواية الإنتصار الوطني التي نسجت  كلماتها وحيكت في بن قردان «الأبية» التي أعطى أهاليها البسطاء والكرماء والأوفياء، في منح شعلة إلهام للشعب التونسي حتّى يواصل مسيرة الوطنية والنضال والوفاء لتونس مهما اختلفت الانتماءات وتعددت الاديولوجيات وتنوعت الأجناس..
وأراد الشعب التونسي من خلال المدّ التضامني الذي شهدته كافة جهات البلاد من خلال جمع التبرعات بالدم لمستشفيات بنقردان وجرجيس لإنقاذ أبطالنا العسكريين والأمنيين وكذلك تعهّد صاحب مصحة بالعلاج المجاني علاوة على توفير الأكل، أن يثبت أنه شعب مقاوم تجري دماء الوطنية وعشقها في عروقه وأن يمحي الصورة التي رسّخت في أذهان بعض الشعوب في أنّه شعب الياسمين والرقة والشعب المتوجّس من الحروب. ودحض بذلك كل الإحصائيات والنسب والدراسات القائلة ان تونس هو البلد الأول المصدّر للدواعش والإرهابيين لتنقلب المعادلة وتصبح «تونس البلد الأول الحاضن لشعب الوطنيين والمقاومين».

قوّاتنا المسلحة سدّ منيع ضدّ الإرهاب

كما لن ننسى مقدار التأهب والشجاعة والحرفية العالية والروح الوطنية التي عكستها وحداتنا الأمنية والعسكرية التي تركّزت في بن قردان ودحرت العناصر الإرهابية عازمة على اجتثاث جذورهم من تونس. لقد أثبت أمنيونا وعسكريونا أنّهم سدّ منيع ورفيع وساتر إنساني لن يقدر على خرقه أحد..
 ما حدث ليس جديدا لا على القوات الأمنية التي أثبتت نجاعتها وحرفيتها عبر عملياتها الإستباقية التي فضحت خبايا الخلايا النائمة وفككت شفراتهم ورفعت الستار عن أسرارهم وحجزت ذخيرتهم وهتكت عزائمهم.. وليس ذلك بجديد على الجيش التونسي الذي لن ننسى الدور الذي لعبه في بدايات أحداث ما بعد 14 جانفي في حمايته للمواطنين والمنشآت الحكومية والخاصة، ولا دوره التاريخي في تحرير تونس من براثن الاحتلال ناهيك عن حرفيته التي عجزت عنها أعتى الجيوش في المنطقة العربية والتي أتاحت له المشاركة في عدة عمليات مدنية وعسكرية سواء كانت وطنية أو دولية مثل مقاومة الكوارث الطبيعية والقيام بعمليات عسكرية، إلى جانب المشاركة في عمليات حفظ السلام .

احباط الارهابيين وردّ على الشائعات

المعركة ضد «الدواعش» ببنقردان كذبت بما لا يدع مجالا للشك وجود حاضنة للدواعش في بلادنا، هذه الفرضية التي فنّدتها بن قردان التي خذلتها الحكومات وهمّشتها السياسات وحرمتها من حقّها في التنمية والتشغيل ليضطر أبناؤها إلى الالتجاء للتهريب جلبا للقوت لكنهم وكما قال شاب منهم «نحن نهرّب السلع نعم، لكننا لا نبيع الأوطان»..
نعم لم تبع بن قردان الأبية وأهلها وطنهم كما فعلت «شرذمة» من الخائنين الذين خيّروا الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، ظنّا منهم أنهم سينجحون في إقامة دولة الجبـن والخيانة، ففشلوا في ذلك وهزموا.. ومازالت انتصاراتنا قادمة طالما تواصل هذيانهم.
لقد ركع كل العالم إجلالا لعظمة الشعب التونسي النادر الخلق، لتتغيّر بذلك الصورة وتصبح تونس مصدرا للإلهام والقوّة ومثالا يحتذى به في الوطنية. فطالعنا باهتمام ما قيل عن ملحمة بن قردان وردود الفعل بخصوصها فكانت كلها مثمّنة لما عكسته من وحدة الشعب التونسي وتلاحمه.
كما أشادت بدرجة الوعي الشعبي التي تشير إلى تظافر جهود الشعب مع الجيش من أجل «إعلاء المصلحة الوطنية» ومواجهة الإرهاب. هذا الشعب الجبّار الذي فاجأ الدواعش قبل غيرهم بإسقاطه نهائياً فتابعنا البيان الصادر عن التنظيم الإرهابي داعش الذي تبنّى فيه هجوم بن قردان واعترف ضمنه صراحة بإحباطه وفشله وهزيمته.

مواطن مصري: تونس لن تسقط والتوانسة «هبلوني»

في ذات السياق كتب مواطن مصري يدعى نيكولا يوسف على صفحته في الفايسبوك تحديثة باللهجة المصرية أعرب فيها عن إعجابه الشديد بلحمة التونسيين وهبّتهم لنصرة وطنهم وقد جاء في تدوينته ما يلي:
 «التوانسة فيهم حاجة مش موجودة في شعوب كتير...قاسيين علي نفسهم أوي ويمكن ده عشان بيحبو بلدهم لدرجة كبيرة و عايزين يشوفوها دايماً أحسن...أقولهم نظيفة يقولولي لأ كانت ولازم تبقي أنظف...الناس بتحترم المرور يقولولي لأ كان أحسن وأرقي...يا جدعان تعبتوني وهبلتوني إنتو كويسين بجد...».
كلام شاهدناه أيضا في كبرى الصحف العالمية التي أثنت كثيرا على استبسال العسكريين والأمنيين التونسيين وملحمة المدنيين وصبّت مجملها في خانة الاعتراف لشعبنا الأبيّ برفض الارهاب وعشق الحياة بكلّ صنوفها...

منارة تليجاني